بأى جيش طارد فرعون موسى؟

بسم الله الرحمن الرحيم 
الهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم 
 ____________
ملحد يقول 👇

بأى جيش طارد فرعون موسى؟

قبل أن تمتدحنى أو تذمنى .. قبل أن تشتمنى أو تحتفى بى، أرجوك .. أرجوك .. تجرد قليلاً من مشاعرك وحكِّم عقلك فقط. لا أريد منك سوى التفكير بالعقل والمنطق.
تعال على نفسك وفكر ...
* * *
يعلم كل من يدين باليهودية والمسيحية والإسلام تلك القصة العجيبة المثيرة، قصة مطاردة فرعون وجيشه لموسى وبنى إسرائيل حتى البحر، ونجاح بنى إسرائيل فى الهرب من وجه فرعون وجيشه، بواسطة المعجزة الإلهية التى وقعت عندئذ، إذ رأى فرعون بنى إسرائيل يمشون على أرض قاع البحر، بينما انزاح الماء على الجانبين كجدارين عملاقين، مكوناً ممراً آمناً لهم، الأمر الذى أغرى فرعون وجيشه بالتقدم فى ذات الممر لمتابعة المطاردة. لكن بنى إسرائيل، وقد شارفوا الشاطىء الآخر، بينما لا يزال فرعون وجنوده يركضون بعجلاتهم الحربية خلفهم، أطبق الله جدارى الماء على بعضهما البعض فغرق فرعون وجيشه العرمرم.وبدون مبالغة، تعتبر قصة غرق فرعون من أكثر القصص دراميةً فى القصص الدينى، إذ بالإضافة أنها تحتوى على عبرة بالغة فى تنجية الله للمؤمنين ومعاقبته للكافرين أو العاصين، فإن القصة تزخر بالمشاهد الحية المليئة بالألوان والظلال والحركة والدراما، إذ أنه قبل حادثة الغرق، يتصاعد الصراع بين موسى وبنى إسرائيل من جهة، وبين فرعون وملأه من جهة أخرى حتى تتأزم الأمور بين الفريقين تماماً، ويتهيأ مسرح الأحداث لنهاية ملحمية ضخمة، تتمثل فى غرق أكبر وأضخم وأقوى جيش على سطح الكوكب فى هذا الزمان، أمام أنظار حفنة مستضعفة من المؤمنين، وهذا ما يمنح تلك القصة مرتبة درامية متقدمة فى تراث القصص الدينى الإبراهيمى.
وكأى شخص، قرأت القصة وسمعتها مئات المرات، وفى كل مرة كان إعجابى بها يتكرر، إلى أن قررت أن أقرأها بشكل مختلف، شكل أثار بعض الأسئلة مما لم أعتد أن أسأله لنفسى من قبل. لكن قبل أن أعرض تلك الأسئلة، ينبغى عرض بعض المعلومات التاريخية المتعلقة بتلك القصة.وثالثاً، أن مصر قد ضربتها كوارث شديدة متتابعة، بسبب غضب الله على فرعون الذى رفض طلب النبى موسى بخروج بنى إسرائيل من مصر لإنهاء إستعبادهم على يد فرعون. هذه الكوارث هى: الدم والجراد والضفادع والقمل، وموت الولد البكر لكل أسرة مصرية، هذا بخلاف فترة قحط نقصت فيها الموارد الغذائية.
برغم عظم وهول الكوارث المشار إليها وعلى رأسها القحط، فإن أكثر ما يهمنا فى كل ماسبق هو كارثة الدم. فقد تحولت مياه نهر النيل إلى دم، وماتت فيه الأسماك، وكانت النتيجة أن النهر أنتن، ولم تعد مياهه صالحة للشرب. تصف التوراة ما حدث كالآتى: "ومات السمك الذى فى النهر، وأنتن النهر فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر، وكان الدم فى كل أرض مصر." (الخروج 7:21).
كان نهر النيل ولا يزال المصدر الأساسى للمياه فى مصر، ومعنى أن ينتن النهر، أن المصريين لن يجدوا ما يشربوه أو يرووا به حقولهم. ونتيجة لهذا، مات الزرع وأصاب مصر قحط شديد، كما ينبئنا بذلك القرآن: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون} (سورة الأعراف، الآية 130)، وهو الأمر الذى نطلق عليه (مجاعة) بالمصطلح المعاصر. هذا عن نقص الغذاء، أما نقص الماء، فالكارثة أفدح: بما أن الإنسان لا يستطيع الحياة بدون ماء أكثر من أسبوع، وبما أن تلك الكارثة قد امتدت إلى ما هو أكثر من هذه المدة، فمعنى ذلك أن المصريين جميعهم، ببساطة، قد ماتوا إذ لم يكن بمقدروهم الحياة بدون ماء، هذا بخلاف الكوارث البيئية المفزعة التى وقعت بسبب تحول المياه إلى دم، فلو نجت منهم مجموعة من مشكلة العطش، فلن ترحمهم الأوبئة والأمراض التى بات نيلهم مصدراً لها.الآن، تعال على نفسك وفكر: ألم يكن جيش فرعون يشرب من تلك المياه، والمنطق يقول أن ما ينطبق على المصريين كأفراد ينطبق على جيشهم النظامى، أكبر وأضخم جيش على سطح الكوكب آنذاك؟ تخيل معسكرات الجيش الفرعونى وجنوده وضباطه لا يجدون ما يشربوه، ويشتد عطشهم وتتفاقم أزمتهم. كيف سيتصرفون؟ أليس من المنطقى أن يجتاحهم نفس المصير الذى اجتاح بنى قومهم من المصريين المدنيين؟ هل يستطيع جيش البقاء على قيد الحياة دون ماء؟ وماذا عن الأوبئة والأمراض التى تسبب فيها الدم فى النهر؟ ألا يتسبب ذلك فى نشوب عدوى سريعة الإنتشار والفتك بين صفوف الجنود فى ثكناتهم، حيث ترتفع كثافتهم فى مساحات محدودة بحكم المرابطة فى المعسكرات؟
تعال على نفسك وفكر: إفرض .. إفرض، أن نهر النيل تحول اليوم فجأة إلى دم، وضع فى اعتبارك إمكانيات طبية وعلمية وتكنولوجية، ومعامل تحاليل وأدوية وأمصال، ووسائل مواصلات سريعة ومذهلة نتمتع بها اليوم ولم يكن يحظى بأى من ذلك أجدادنا المصريون من آل فرعون المغضوب عليه وعليهم. إفرض أن هذه الكارثة قد وقعت اليوم، فكم بالمئة من المصريين سينجو من تلك الكارثة؟ تخيل ماذا سيحدث؟ سيخرج الناس من بيوتهم بحثاً عن الماء




لأطفالهم وهرباً من الروائح النتنة والتلوث الذى خلفته المياه فى بيوتهم وحماماتهم ومطابخهم، وسيقتتل الناس فى الشوارع على قطرة مياه نظيفة، وسيقتتلون من الذعر وإنفلات الأعصاب. لن يجد الموتى وقتاً ولا رباطة جأش ولا اهتماماً من الأحياء ليكرموهم بدفن من أى نوع، وستتناثر الجثث وتتعفن فى الشوارع فتزداد الأوبئة لتحصد الأمراض الفتاكة ما تبقى من الناس بسرعة مذهلة. تعال على نفسك وفكر: هل يمكن مع وقوع كارثة كتلك أن تبقى دولة مركزية تُطاع فيها حكومة ويستعلى فيها حاكم أو فرعون أو يتجمع فيها جيش، ناهيك عن قدرة هذا الجيش على الحركة والمطاردة والقتال؟ هل يمكن للجوعى، المهَدَدين بالموت عطشاً ومرضاً، المطعونين بالأوبئة والأمراض، أن يطارِدوا ويقاتلوا، ثم بعد ذلك يغرقون فى البحر؟ تعال على نفسك وفكر ...

____________________
بسم الله الرحمن الرحيم 
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

إجابة باذن الله تعالى 👇

الشبهة التي يطرحها الملحد تتعلق بسؤال: بأي جيش طارد فرعون موسى؟ وهي محاولة للتشكيك في القصة القرآنية المتعلقة بغرق فرعون وجيشه أثناء مطاردتهم لبني إسرائيل. الرد على هذه الشبهة يكون من عدة جوانب:


1. القرآن الكريم يثبت القصة بوضوح

القصة مذكورة في مواضع عديدة من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى:

﴿فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ ۝ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ۝ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ۝ فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ۝ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ۝ وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ۝ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾
(سورة الشعراء 60-66)

وهذا يثبت أن الحدث وقع، بغض النظر عن تفاصيل الجيش المصاحب لفرعون.


2. الأدلة التاريخية تدعم الواقعة

  • تشير بعض الدراسات إلى أن الجيش المصري كان بالفعل يمتلك مركبات حربية قوية في عهد الدولة الحديثة، خصوصًا في عهد الرعامسة (مثل رمسيس الثاني أو مرنبتاح)، الذين يعدون المرشحين الرئيسيين ليكون أحدهم هو فرعون موسى.
  • هناك برديات ونقوش مصرية تصف غرق فرق عسكرية في المياه أثناء الحملات العسكرية، مثل بردية "إيبوير"، والتي تصف كارثة ضربت مصر تسببت في فقدان جيش قوي.

3. كيف نعرف أن فرعون لم يفقد جيشه بالكامل؟

  • لم يذكر القرآن أن الجيش كله أُبيد، بل قال الله تعالى:

﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا﴾
(الإسراء 103)

وهذا لا يعني بالضرورة أن كل أفراد الجيش المصري كانوا مع فرعون، بل ربما كان معه نخبة الجيش أو قوة خاصة لمطاردة بني إسرائيل.

  • الدولة المصرية كانت من أقوى الدول في ذلك الوقت، ولم يكن غرق جزء من الجيش يعني انهيارها بالكامل، فقد يكون الغرق طال فقط الكتائب التي شاركت في المطاردة.

4. لماذا لم يسجل المصريون هذه الحادثة في نقوشهم؟

  • المصريون القدماء كانوا ينتقون ما يسجلونه على جدران المعابد، وغالبًا ما كانوا يخفون الهزائم المحرجة.
  • هذا معروف تاريخيًا، فمثلًا لم يسجل المصريون هزيمتهم في معركة قادش أمام الحيثيين، بل زيفوا الحقائق وادعوا النصر!

الخلاصة

  1. القصة ثابتة في القرآن والتوراة بوضوح.
  2. التاريخ يؤكد وجود جيش فرعوني قوي يمكنه مطاردة بني إسرائيل.
  3. القرآن لم يقل إن الجيش كله غرق، بل من كان في المطاردة فقط.
  4. المصريون القدماء لم يكونوا يسجلون الهزائم أو الأحداث المهينة.

__________________________________

ثم 

الشبهة التي يطرحها الملحد هنا تدور حول ثلاث نقاط رئيسية:

  1. فرعون موسى كان حاكمًا لإمبراطورية قوية جدًا، فكيف يمكن أن ينهار بهذه السهولة؟
  2. الجيش الذي طارد بني إسرائيل هو الجيش الإمبراطوري الضخم، فكيف يمكن أن يُغرق بالكامل؟
  3. مصر تعرضت لضربات إلهية متتالية، فكيف بقيت دولة قوية بعد ذلك؟

الرد التفصيلي على الشبهة

أولًا: قوة مصر لا تعني استحالة سقوط جيشها في حادثة معينة

  • القول بأن مصر كانت دولة قوية لا يعني أنها لا يمكن أن تتعرض لنكبات تؤثر عليها جزئيًا، فالدول الكبرى عبر التاريخ تعرضت لهزائم رغم قوتها.

  • حتى أعظم الجيوش في العالم واجهت لحظات ضعف وخسائر فادحة. على سبيل المثال، الجيش الروماني كان القوة العظمى في زمانه، لكنه تلقى هزائم ساحقة مثل هزيمة معركة كاني ضد القرطاجيين.

  • الجيش الذي خرج مع فرعون قد لا يكون كل الجيش المصري، بل فقط قوة عسكرية مختارة لمطاردة بني إسرائيل، كما هو الحال في كثير من الحملات العسكرية، حيث يتم إرسال جزء من الجيش وليس الجيش كله.

  • الدليل على ذلك أن القرآن لم يقل "كل الجيش"، بل قال:

    ﴿فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا﴾ (الإسراء 103)
    ﴿فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ (الزخرف 55)

    أي أن من كان في الحملة العسكرية المحددة هو الذي غرق، وليس بالضرورة كل الجيش المصري.

ثانيًا: لم يقل القرآن إن الدولة المصرية انهارت بالكامل

  • الزعم بأن مصر بعد هذه الضربات لم يكن لها وجود، زعم غير دقيق، لأن القرآن لم يقل إن الدولة انهارت بالكامل، بل فقط أن فرعون وجيشه الذين طاردوا بني إسرائيل هلكوا.
  • بعد موت فرعون، قد يكون هناك خلفاء أكملوا حكم مصر.
  • لا يوجد تعارض بين وقوع الضربات الإلهية واستمرار مصر كدولة، لأن كثيرًا من الحضارات تعرضت لكوارث كبرى ثم استمرت بعد ذلك.

ثالثًا: الضربات الإلهية وتأثيرها على مصر

  • لا توجد مشكلة في أن الله تعالى قد أرسل على مصر كوارث مثل الدم والضفادع والقمل والجراد، لأن هذه الضربات كانت مرحلية ومؤقتة ولم تستمر إلى الأبد.

  • حتى الضربات الكبرى مثل الطوفان أو الزلازل لا تعني فناء الأمة بالكامل، بل تؤدي إلى ضعفها مؤقتًا.

  • من المعروف تاريخيًا أن مصر تعرضت في فترات متعددة لأزمات اقتصادية وكوارث طبيعية لكنها لم تنهَر تمامًا.

  • الأدلة الأثرية مثل "بردية إيبوير" تشير إلى وقوع أزمات خطيرة في مصر في فترات مختلفة، تتشابه مع الضربات المذكورة في القرآن والتوراة.

رابعًا: مسألة تحويل النيل إلى دم

  • النص التوراتي قد يكون محرفًا أو رمزيًا، وليس بالضرورة أن يكون كل ماء النيل تحول إلى دم حرفيًا، بل قد يكون المقصود أن الماء أصبح غير صالح للشرب بسبب تلوث شديد، مما جعله يبدو وكأنه دم.

  • القرآن لم يذكر أن الماء تحول إلى دم تمامًا، بل قال:

    ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾ (الأعراف 133)

    • يمكن أن يكون المقصود بالدم هنا انتشار مرض ما في المياه، أو تحول لون الماء بسبب عوامل طبيعية، وليس بالضرورة أن يكون تحولًا حرفيًا لكل ماء النيل إلى دم.

الخلاصة

  1. مصر كانت قوية، لكن هذا لا يمنع أن جزءًا من جيشها هلك في المطاردة، وليس كل الجيش.
  2. لم يذكر القرآن أن الدولة المصرية انهارت تمامًا بعد الحادثة، بل فقط أن فرعون وجيشه غرقوا.
  3. الضربات الإلهية مثل الطوفان والدم والجراد كانت مؤقتة، ولا تعني بالضرورة انهيار مصر بالكامل.
  4. تحول النيل إلى دم قد يكون ظاهرة طبيعية أو رمزية، وليس بالضرورة تحولًا حرفيًا لكل الماء إلى دم.

هذه الشبهة إذن قائمة على مغالطات تاريخية وعدم فهم دقيق للنصوص الدينية والتاريخية.

______________

 ثم ،👈⬇️

الرد التفصيلي على الشبهة: هل أدت كارثة الدم إلى فناء المصريين؟

أولًا: لا يوجد في القرآن أو التوراة ما يشير إلى أن جميع المصريين ماتوا

  • الشبهة قائمة على افتراض خاطئ بأن جميع المصريين ماتوا بسبب كارثة الدم وعدم توفر الماء، بينما النصوص الدينية لا تقول ذلك.

  • القرآن ذكر أن المصريين تعرضوا لابتلاءات وليس لإبادة جماعية، كما في قوله تعالى:

    ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ (الأعراف 130)

    • كلمة "نقص" تدل على تأثر الإنتاج الزراعي وليس انعدامه بالكامل.
    • القرآن لم يذكر أن المصريين هلكوا جميعًا، بل استمروا بعد خروج بني إسرائيل.

ثانيًا: من قال إن كل المياه تحولت إلى دم؟

  • الملحد يعتمد على النص التوراتي الذي يقول:

    "ومات السمك الذي في النهر وأنتن النهر فلم يقدر المصريون أن يشربوا ماء من النهر، وكان الدم في كل أرض مصر." (الخروج 7:21)

  • لكن القرآن لم يذكر أن كل مياه النيل تحولت إلى دم، بل قال فقط "الدم آيات مفصلات" (الأعراف 133).

  • قد يكون المقصود بدم هنا التلوث الشديد الذي جعل المياه غير صالحة للشرب.

ثالثًا: هل كانت كل مصادر الماء تعتمد على نهر النيل فقط؟

  • حتى لو فُسِّر النص التوراتي حرفيًا، فإن مصر لا تعتمد على النيل فقط، فهناك:

    1. المياه الجوفية (كانت تستخدم في الآبار).

    2. الآبار والعيون الطبيعية، وقد ذكر القرآن وجود العيون في مصر، كما في قوله عن بني إسرائيل:

      ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ (الأعراف 160)

    3. مياه الأمطار، خصوصًا في المناطق الشمالية.

  • المصريون القدماء كانوا يستخدمون تقنيات تخزين المياه، ولم يكن اعتمادهم حصريًا على ماء النيل.

رابعًا: لو مات المصريون جميعًا، فمن حكم بعد ذلك؟

  • الملحد يدعي أن جميع المصريين ماتوا بسبب نقص المياه، فلو كان هذا صحيحًا، فمن الذي حكم مصر بعد فرعون؟
  • لم يذكر أي مصدر تاريخي انهيار الدولة المصرية بالكامل بعد خروج بني إسرائيل، بل بقيت الحضارة المصرية قائمة.
  • في الحقيقة، بعد عهد رمسيس الثاني (المرشح ليكون فرعون موسى)، حكم ابنه مرنبتاح ثم خلفه حكام آخرون.

خامسًا: الكوارث لا تعني الفناء الكامل

  • التاريخ مليء بكوارث ضربت أممًا عظيمة لكنها لم تؤدِ إلى فنائها تمامًا، مثل:
    • الطاعون الأسود الذي قتل ثلث سكان أوروبا لكنه لم يمحُ القارة.
    • المجاعات الكبرى في الصين والهند لم تقضِ على شعوبهما بالكامل.
    • انهيار اقتصاديات دول عظمى في القرن العشرين بسبب الأوبئة والحروب لم يؤدِ إلى فنائها.


  1. القرآن لم يذكر أن المصريين جميعًا هلكوا، بل أنهم تعرضوا لضيق ونقص في الموارد.
  2. ليس بالضرورة أن كل ماء النيل تحول إلى دم حرفيًا، فقد يكون تلوثًا حادًا جعل الماء غير صالح للشرب مؤقتًا.
  3. المصريون لم يعتمدوا فقط على النيل، بل كان لديهم مصادر مياه أخرى مثل الآبار والمياه الجوفية.
  4. التاريخ يؤكد أن الحضارة المصرية استمرت بعد عهد فرعون موسى، مما يدل على عدم فناء المصريين بالكامل.
  5. الكوارث الكبرى لا تعني فناء كل السكان، بل تؤدي إلى ضعف مؤقت ثم تعافي.

إذن، هذه الشبهة قائمة على مغالطة التعميم، وخلط بين التأثير المؤقت للضربات الإلهية وبين الفناء الكامل.

____________________

ثم  تفصل 👇

الرد التفصيلي على الشبهة: كيف نجا جيش فرعون رغم كارثة الدم؟

أولًا: افتراض أن الجيش شرب فقط من النيل مغالطة علمية

  • الملحد يفترض أن الجيش كان يعتمد حصريًا على مياه النيل، وهذا غير صحيح، لأن:
    1. الجيوش المصرية كانت تتحرك دائمًا بآبار جوفية قريبة من معسكراتها، وقد ذكر القرآن أن بني إسرائيل أنفسهم وجدوا عيون ماء في الصحراء:

      ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ (الأعراف 160)

    2. المصريون القدماء استخدموا أنظمة تخزين المياه في جرار فخارية ضخمة للحروب والسفر، ما يعني أنهم لم يكونوا يعتمدون كليًا على مياه النيل.

    3. كان بإمكان الجيش أخذ المياه من مصادر بديلة، مثل:

      • الآبار والعيون.
      • المياه الجوفية.
      • تخزين مياه المطر في أماكن محددة.

ثانيًا: القرآن لم يذكر أن كارثة الدم استمرت طويلًا

  • القرآن قال: "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ" (الأعراف 130).

  • هذا يدل على أن الضربات لم تكن دائمة، بل كانت مؤقتة، مما يسمح بعودة مصادر المياه الطبيعية بعد فترة.

  • كما أن الله رفع البلاء بعد كل ضربة، والدليل:

    ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُمۡ بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ﴾ (الأعراف 135).

    • أي أن الكوارث لم تكن مستمرة طوال الوقت، بل كانت تحدث ثم يتم رفعها، مما يعني أن الجيش استطاع استعادة موارده.

ثالثًا: الجيش كان منتظمًا ومجهزًا للمجاعات

  • الجيوش المصرية كانت مدربة على التأقلم مع الظروف الصعبة، وكان لديهم مخازن مياه وغذاء للطوارئ.
  • الدليل أن الجيش الفرعوني ظل قويًا بما يكفي لمطاردة بني إسرائيل لاحقًا، مما يدل على أن الأزمة لم تكن مدمرة بالكامل.

رابعًا: انتشار الأمراض لا يعني فناء الجيش

  • صحيح أن كارثة الدم ربما أدت إلى انتشار الأوبئة، لكن هذا لا يعني أن الجيش كله قد مات.
  • العديد من الحضارات واجهت أوبئة ومجاعات، لكنها لم تؤدِ إلى فناء جيوشها بالكامل، كما حصل في:
    • الطاعون في العصور الوسطى، الذي ضرب الجيوش لكنه لم يمحها تمامًا.
    • مجاعات القرن العشرين التي أثرت على جيوش أوروبا لكنها لم تفنِها.

خامسًا: بقاء الجيش مثبت تاريخيًا

  • بعد عهد رمسيس الثاني (المرشح ليكون فرعون موسى)، استمر ابنه مرنبتاح في حكم مصر، وكان لديه جيش قوي، مما يدل على أن الجيش لم يفنَ تمامًا.

الخلاصة

  1. الجيش لم يعتمد فقط على مياه النيل، بل كان لديه مصادر بديلة مثل الآبار والمياه الجوفية.
  2. كارثة الدم لم تستمر لفترة طويلة جدًا، بل كانت مؤقتة، مما سمح للجيش باستعادة قوته.
  3. الجيش كان لديه مخازن للطوارئ، ولم يكن يعتمد على الموارد اليومية فقط.
  4. انتشار الأمراض لا يعني فناء الجيش بالكامل، فالتاريخ مليء بجيوش نجت من الأوبئة والمجاعات.
  5. التاريخ يؤكد أن الجيش المصري استمر بعد خروج بني إسرائيل، مما يدل على أنه لم يُفْنَ.

إذن، الشبهة قائمة على افتراضات غير صحيحة، والواقع التاريخي والقرآني ينقضها تمامًا.



الرد على الشبهة: هل يمكن لدولة فرعون وجيشه أن يستمروا بعد كارثة الدم؟


أولًا: افتراض أن كارثة الدم أدت إلى انهيار مصر بالكامل هو مبالغة غير واقعية


الملحد يفترض أن تحول النيل إلى دم أدى إلى دمار شامل لمصر، وهذا غير منطقي للأسباب التالية:


1. القرآن والتوراة لم يذكرا أن الكارثة استمرت لفترة طويلة جدًا، بل كانت إحدى الضربات المؤقتة التي رفعها الله بعد فترة:


﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُمۡ بَٰلِغُوهُ إِذَا هُمۡ يَنكُثُونَ﴾ (الأعراف 135).


أي أن البلاء لم يكن مستمرًا لدرجة انهيار الدولة.




2. مصر في ذلك الوقت كانت تعتمد على أنظمة تخزين المياه، وكان هناك مصادر أخرى غير النيل، مثل:


الآبار الجوفية.


القنوات المائية التي كانت تستخدم لتخزين الماء.


المياه المخزنة في القصور والمعابد والمخازن الكبرى.

3. الكارثة لم تؤدِ إلى إبادة المصريين، وإلا لما بقيت الحضارة المصرية بعد موسى! لكننا نعلم أن الدولة المصرية استمرت بعد خروج بني إسرائيل.


ثانيًا: لماذا لم تؤدِ الكارثة إلى فناء جيش فرعون؟


الجيش لم يكن يعتمد على مياه النيل فقط، بل كان لديه مصادر بديلة مثل الآبار والعيون والمخزون الاستراتيجي للمياه.


لم تكن جميع الضربات تحدث في وقت واحد، مما أعطى الجيش فرصة للتعافي بعد كل ضربة.


الجيش كان لديه إمدادات من الطعام والمياه في المخازن، وكان معتادًا على مواجهة الأزمات.


حتى لو كان هناك نقص في المياه، فإن الجيوش تستطيع الصمود لأسابيع طويلة بشرب كميات قليلة من الماء (كما يحدث في الحروب والمجاعات).



ثالثًا: استمرار الدولة المصرية بعد خروج بني إسرائيل هو دليل تاريخي على عدم انهيارها


لو كانت كارثة الدم قد أبادت المصريين كما يدعي الملحد، لكانت الدولة المصرية قد انتهت تمامًا بعد موسى!


لكننا نعلم من التاريخ أن الدولة المصرية استمرت في عهد مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، بل وكانت لها حروب وحملات عسكرية.


بل إن التوراة نفسها تعترف بأن المصريين لم يفنوا، لأنهم كانوا موجودين بعد زمن موسى، وكانت لهم ملوك ومعابد ومدن!

رابعًا: مقارنة كارثة الدم بكارثة حديثة غير دقيق


الملحد يقارن بين مصر القديمة ومصر الحديثة، ويفترض أن المجتمع المصري وقتها كان هشًا وسينهار فورًا!

لكنه ينسى أن المصريين القدماء كانوا أكثر قدرة على التأقلم مع الطبيعة، وكان لديهم أنظمة لتخزين المياه والتعامل مع الفيضانات والجفاف.

أما اليوم، فنحن نعيش في مدن مترابطة تعتمد على الكهرباء والمياه المعالجة، فلو توقف النيل الآن، فستحدث أزمة أكبر مما كان يحدث قديمًا بسبب اعتمادنا على البنية التحتية الحديثة.

خامسًا: كيف استطاع الجيش مطاردة بني إسرائيل بعد الكوارث؟


لأن الكوارث لم تكن متزامنة بشكل يدمر الجيش بالكامل، بل كانت تأتي ثم تُرفع لفترة.


الجيش الفرعوني كان مدربًا على القتال في الظروف القاسية، وكان يمتلك الإمدادات العسكرية والمخازن الاستراتيجية.


القرآن يشير إلى أن فرعون وقومه كانوا يستعيدون قوتهم بعد كل ضربة، ثم يعودون لموقفهم العنيد:


﴿وَقَالُوا يَٰٓأَيُّهَا ٱلسَّاحِرُ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهۡتَدُونَ﴾.

(الزخرف 49)

هذا يدل على أن الدولة لم تنهَر بالكامل، وإلا لما كان فرعون وجيشه ما زالوا قادرين على القتال.

الخلاصة

1. كارثة الدم لم تكن دائمة، بل كانت مؤقتة، والقرآن يؤكد أن الله رفع العذاب عنهم بعد كل ضربة.

2. الجيش لم يعتمد فقط على مياه النيل، بل كان لديه مصادر بديلة للمياه والتخزين الاستراتيجي.

3. استمرار الحضارة المصرية بعد خروج بني إسرائيل دليل تاريخي على أن مصر لم تنهَر بالكامل.

4. المقارنة بين مصر القديمة ومصر الحديثة غير دقيقة، لأن القدماء كانوا أكثر قدرة على التأقلم مع الكوارث الطبيعية.

5. الجيش استطاع مطاردة بني إسرائيل لأن الكوارث لم تكن مدمرة تمامًا، وكانت تحدث ثم تُرفع مؤقتًا.

إذن، الشبهة قائمة على مبالغات وافتراضات غير صحيحة، والواقع التاريخي والقرآني ينقضها تمامًا.


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 


Comments

Popular posts from this blog

مرة أخرى غباء الملحدين في قصة النبي يوسف بين التلمود او التوراة او القرآن الكريم

شق الصدر أمية بن أبي الصلت؟ الي ملحد نبيل فياض ا......