أبرهة جواب الي ملحد محمد المسيحي


بسم الله الرحمن الرحيم 

الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 



تقرير مفصل حول شبهة اقتباس قصة أصحاب الفيل من خطاب موشيغ الأرميني

مقدمة

تعتبر قصة أصحاب الفيل من أبرز الأحداث التي سجلها القرآن الكريم في سورة الفيل، والتي تتحدث عن محاولة أبرهة الحبشي غزو مكة وهدم الكعبة مستخدمًا جيشًا يضم فيلة حربية، لكن الله أهلكه وجيشه بطيور أبابيل ألقت عليهم حجارة من سجيل.
ورغم أن القصة موثقة في التراث الإسلامي والمصادر التاريخية، يحاول بعض المشككين، مثل المدعو "محمد لمسيَّح"، الادعاء بأن هذه القصة مقتبسة من خطاب موشيغ الثاني الأرميني إلى القائد الفارسي بهرام جوبين. كما زعم أن اسم "أبرهة" هو في الأصل "أبراهام"، في محاولة للربط بين الحدثين.

أولًا: الرد على زعم أن "أبرهة" هو "أبراهام"

1. الاختلاف الجذري بين الاسمين

  • اسم "أبرهة" موثق في العديد من المصادر العربية، الرومانية، والإثيوبية.
  • الاسم ورد في النصوص الجعزية (الإثيوبية القديمة) مثل كتاب السنكسار الإثيوبي، الذي يروي قصة الملك "أبرهة".
  • الاسم "أبرهة" يعني "هو ينير أو يضيء"، في حين أن اسم "أبراهام" (إبراهيم) ذو أصول سامية ويعني "أبو الأمم".

2. التسمية في المصادر الإثيوبية

  • ورد اسم "أبرهة" في النقوش الحبشية باعتباره اسمًا شائعًا في التاريخ المسيحي الإثيوبي، ولم يكن مرتبطًا بإبراهيم عليه السلام.
  • كذلك، فإن اسم "أصبحه"، وهو اسم آخر مذكور في المصادر الحبشية، يعني "أتى بالفجر"، مما يدل على أن هذه الأسماء كانت ذات دلالات دينية عند الأحباش.

3. المصادر التاريخية التي تثبت اسم أبرهة

  • جميع المصادر التاريخية، بما في ذلك المؤرخين العرب مثل ابن هشام والطبري، وكذلك المصادر الرومانية، أكدت أن اسم القائد الحبشي كان "أبرهة الأشرم"، ولم يذكر أي مصدر تاريخي موثوق اسمه كـ "أبراهام".
  • النقوش التي وجدت في اليمن، والتي تعود إلى عهد أبرهة، تثبت أن الاسم المتداول في ذلك العصر كان "أبرهة"، مما يسقط هذه الشبهة تمامًا.

ثانيًا: الرد على زعم اقتباس قصة الفيل من خطاب موشيغ الأرميني

1. اختلاف السياق التاريخي بين القصتين

  • خطاب موشيغ الثاني كان موجهاً للقائد الفارسي بهرام جوبين، الذي انقلب على ملك الفرس هرمز الرابع واستولى على الحكم.
  • في ذلك الوقت، كان خسرو الثاني (ابن هرمز) قد فرّ إلى الإمبراطور الروماني "موريس" طلبًا للمساعدة لاستعادة الحكم، فحاول بهرام تهديد موشيغ الأرميني ليتحالف معه.
  • رد موشيغ كان قائلاً إن الله سيرسل عليهم "محاربين سماويين" (أو "أرواحًا حارسة" حسب بعض الترجمات)، وإنهم سيكونون "كالصواعق التي ستدمر جيش بهرام وفيلته".

2. الاختلاف الجوهري بين القصتين

  • خطاب موشيغ يتحدث عن محاربين سماويين أو جنود بيزنطيين يهاجمون بهرام جوبين، بينما القرآن يذكر طيورًا حقيقية ألقت حجارة من سجيل على جيش أبرهة.
  • النص الأرميني يستخدم أسلوبًا مجازيًا في وصف الحرب، في حين أن القرآن يسرد حدثًا تاريخيًا مؤيدًا بشهادات أهل مكة آنذاك.
  • لا يوجد في خطاب موشيغ أي ذكر لمكة، الكعبة، أبرهة، أو حتى للأحداث التي حصلت في الجزيرة العربية.

3. عدم وجود دليل تاريخي على تأثر النبي ﷺ بهذا الخطاب

  • لا توجد أي وثيقة تاريخية تثبت أن أهل مكة في ذلك الوقت كانوا على دراية بخطاب موشيغ، خاصة أنه كان خطابًا سياسيًا عسكريًا بين الأرمينيين والفرس.
  • لم يكن للعرب في الحجاز أي صلة مباشرة بأحداث فارس وأرمينيا في ذلك العصر، فلم تكن هناك وسائل لنقل الأخبار بسهولة كما في زمننا الحالي.
  • لو كان النبي ﷺ قد اقتبس من هذا الخطاب، لكان أهل مكة قد واجهوه بهذه الحجة، لكن لم يرد عن قريش أي اعتراض من هذا النوع، مما يدل على أن القصة كانت معروفة لديهم.

ثالثًا: الرد على زعم انعزال مكة عن الحضارات الأخرى

  • مكة كانت مركزًا تجاريًا نشطًا، وكان تجارها يسافرون إلى الشام، اليمن، وفارس، مما جعلهم على اطلاع على الثقافات الأخرى، لكن هذا لا يعني أنهم اقتبسوا أو تأثروا بها.
  • الحبشة لم تكن تشن غارات على مكة مباشرة، بل كانت حروبها موجهة ضد اليمن، وكان الغساسنة والمناذرة هم من يتعاملون مع الفرس والروم وليس مكة.
  • وجود مسيحيين في بعض المناطق العربية لا يعني أن القرآن مقتبس من المسيحية، فالقرآن جاء بتعاليم تختلف جذريًا عن تعاليم المسيحية واليهودية.

خاتمة

الشبهة التي يثيرها الملحدون حول اقتباس قصة أصحاب الفيل من خطاب موشيغ الأرميني ليست إلا محاولة يائسة لخلق تشابهات غير موجودة تاريخيًا أو لغويًا.

  • أبرهة ليس أبراهام، وادعاء تغيير الاسم لا يستند إلى أي دليل تاريخي.
  • قصة الفيل في القرآن مختلفة تمامًا عن خطاب موشيغ، سواء من حيث السياق أو التفاصيل.
  • لا توجد أي علاقة بين مكة وأحداث أرمينيا وفارس في ذلك الزمن، مما يجعل فرضية الاقتباس غير منطقية.

وبناءً عليه، فإن هذه الشبهة لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد تأويلات باطلة هدفها التشكيك بلا دليل علمي أو تاريخي.



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته 

Comments

Popular posts from this blog

مرة أخرى غباء الملحدين في قصة النبي يوسف بين التلمود او التوراة او القرآن الكريم

شق الصدر أمية بن أبي الصلت؟ الي ملحد نبيل فياض ا......