هل ما نعيشه هو الإسلام أم سلطة باسم الدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملحد يقول
هل ما نعيشه هو الإسلام أم سلطة باسم الدين؟
هناك فئة عبر التاريخ نصّبت نفسها أوصياء على الدين فحرّفت الرسالة وروّجت الجهل والخرافة والتبعية باسم الإسلام نسبوا للرسول ما لم يقله وغطّوا السلطة القبلية والدينية بثوب القداسة
صنعوا آلاف الكتب عن النكاح والغرائز حتى صار أدب النكاح دينًا بديلًا بينما غُيّبت مقاصد القرآن ووصاياه في العدل والحرية، والتوحيد.
اخترعوا الناسخ والمنسوخ ليقولوا لنا القرآن مؤقت وحديثهم أبدي هيمنت الروايات على الوحي، حتى صار القرآن تحصيل حاصل
روّجوا لخطاب تبرع لبناء مسجد... ستأخذ قصرًا في الجنة بينما يسطون على التبرعات باسم العاملين عليها ولا يدفعون هم فلسًا واحدًا!
القرآن ذكر 14 نوعًا من البر و14 من المحرمات... أما سدنة الدين ففرضوا عليك عشرات الآلاف منها ثم قالوا هكذا أمر الله.
ولم يبقى إمامنا غير أن نسأل أنفسنا
هل نتبع القرآن الذي لا يحتاج وسيطًا؟
أم تتبع دينًا ورثته ولم تفكر فيه؟
هل هذا ما أراده الله؟ أم ما أرادته السلطة؟
إجابة باذن الله تعالى
👇
هذه الشبهة تُعبّر عن حالة من التمرد على الفهم السائد للدين، ويمزج فيها الطاعن بين حقائق جزئية وبعض المبالغات أو الاتهامات العامة، ويُلبسها ثوبًا ثوريًّا يشكك في الإسلام كدين من خلال نقد ممارسات بعض المسلمين أو العلماء أو السلطات عبر التاريخ.
إليك ردًّا دقيقًا ومُنظّمًا على هذه الشبهة، مع التمييز بين:
---
✅ أولًا: ما هو حق، ونتفق عليه:
نعم، مرّ على تاريخ المسلمين من استغل الدين لأغراض سياسية أو شخصية. ووقعت ممارسات من الجهل، والتحريف، والانحراف عن روح الإسلام، كما حصل في كل دين أو حضارة.
✔ القرآن نفسه حذّر من رجال الدين الكذبة:
> "اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا" (التوبة: 31)
✔ والإسلام جاء ليُحرّر الناس من عبودية البشر، ومنع احتكار الدين:
> "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ" (الغاشية: 21-22)
فالانحرافات لا تُنكر، ولكن السؤال هو:
هل هذه الانحرافات تعني أن "الإسلام نفسه" فاسد؟ أم أنها تشويه بشري للدين الحق؟
---
❌ ثانيًا: المغالطات والخلط:
1. "نسبوا للرسول ما لم يقله"
> الرد: هذا اتهام بلا دليل عام. نعم، وُجدت روايات ضعيفة وموضوعة، ولكن علماء الإسلام عبر القرون خصصوا علمًا كاملاً اسمه علم الحديث لتنقيتها:
ميّزوا الصحيح من الضعيف.
وجعلوا القرآن هو الميزان.
ورفضوا كل ما يخالف العقل والنصوص القطعية.
ومن يقول إن "كل الحديث ملفق" يهدم تاريخًا علميًا ضخمًا ويستبدله برأي شخصي بلا دليل.
---
2. "أدب النكاح صار دينًا بديلاً"
> الرد: كتب النكاح ليست دينًا بديلًا، بل هي أبواب فقهية جزئية ضمن موسوعات الفقه. الإسلام لم يُقدّس الغريزة بل نظّمها، بخلاف المجتمعات التي:
إما كبتتها بالنفاق،
أو أطلقتها بالتحلل.
وأبواب النكاح لا تُشكل 1% من الفقه الإسلامي، لكن البعض يُضخّمها لغايات التشويه.
---
3. "الناسخ والمنسوخ" لتهميش القرآن!
> الرد: الناسخ والمنسوخ موجود بنص القرآن نفسه:
> "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا..." (البقرة: 106)
والنسخ هو جزء من التشريع المتدرج، وليس لإلغاء القرآن.
والنسخ محصور في آيات قليلة جدًا، ولا يعني أن القرآن مؤقت.
الحديث النبوي لم يُقدّم كبديل، بل كـ بيان وتفصيل للقرآن.
---
4. "تبرع لبناء مسجد وخذ قصرًا!"
> الرد: هذا تبسيط ساخر لمبدأ إسلامي عظيم:
الإسلام حضّ على العمل الخيري،
وأعطى الأجر لمن يساهم في عمران الأرض بالعبادة.
أما من يسرق التبرعات فهو خائن، لا يمثل الدين، والله قال:
> "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى..."
---
5. "القرآن فيه 14 نوع بر، وهم فرضوا آلاف!"
> الرد: هذه مغالطة "حصر الدين فيما تحب".
القرآن نفسه فيه مئات الأوامر والنواهي، وليس فقط 14. والسنة تُفصّل ما أجمله القرآن.
ثم من قال إن كل المحرمات والواجبات اختراع؟
هل الصدق، الأمانة، الصلاة، الزكاة، البر، الوفاء بالعهد... محرمات مخترعة؟
الشرع نظام متكامل، وليس "كتيبًا موجزًا".
---
❓ وأخيرًا: سؤالهم "هل نتبع القرآن فقط؟"
الجواب:
نعم، نتبع القرآن أولًا، لكن كما أمرنا الله:
> "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ..." (الحشر: 7)
فلو كنتَ في زمن النبي ﷺ، هل كنت ستقول: "لن أسمع منك، أعطني فقط القرآن"؟
القرآن أمرنا باتباع النبي، الذي قال وعلّم وفصّل.
فالدين ليس بالوراثة العمياء، ولا بالتمرد الأهوج... بل بـ الفهم الصحيح، والرجوع إلى النص، وتنقية التراث لا حرقه.
---
🧭 خلاصة الجواب:
ما يُقال الرد
الانحرافات التاريخية تثبت فساد الإسلام بل تثبت فساد بعض من انتسبوا للإسلام
هل الدين بالوراثة؟ لا، بل بالتفكر والبحث، لكن مع احترام السند والمرجعية
القرآن وحده يكفي القرآن نفسه يقول أن الرسول مُبيّن وشارح ومُعلم
هناك تضخيم للغرائز في كتب الفقه الفقه يُنظّم كل جوانب الحياة، لا يُقدّس الغريزة
لماذا لا نلغي التراث؟ التراث يُنقّح ويُميز، لا يُلغى بالكامل
Comments
Post a Comment