لحل هذه الشبهة التي يثيرها الملحدون حول التشابه بين قصة النبي محمد ﷺ وقصة الإله السومري "آنو" مع "أدابا"، نحتاج إلى تحليل دقيق للقصتين وبيان الفروقات الجوهرية بينهما. إليك التفاصيل
لحل هذه الشبهة التي يثيرها الملحدون حول التشابه بين قصة النبي محمد ﷺ وقصة الإله السومري "آنو" مع "أدابا"، نحتاج إلى تحليل دقيق للقصتين وبيان الفروقات الجوهرية بينهما. إليك التفاصيل:
القصة السومرية (آنو وأدابا):
-
المصدر: مأخوذة من الأساطير السومرية (حوالي 2000 ق.م)، مسجلة في ملحمة أدابا.
-
السياق:
- أدابا هو كاهن أو حكيم، وليس نبيًّا.
- يغضب الإله "آنو" عليه لأنه كسر أجنحة ريح الجنوب، فيستدعيه للمحاسبة.
- قبل الذهاب، ينصحه الإله "إيا" بعدم أكل أو شرب أي شيء في السماء لأنها قد تكون طعام الموت.
- عندما يصل أدابا إلى السماء، يعرض عليه آنو خبز الحياة وماء الحياة، لكن أدابا يرفض خوفًا من الموت، فيخسر الخلود.
-
الرمزية: القصة تعكس فكرة خيانة الآلهة أو الحكمة الزائفة، وليست لها علاقة بالوحي أو الرسالة النبوية.
قصة النبي محمد ﷺ (الإسراء والمعراج):
-
المصدر: مذكورة في القرآن والسنة الصحيحة (سورة الإسراء، سورة النجم، أحاديث متواترة).
-
السياق:
- حدث الإسراء والمعراج معجزة إلهية لتثبيت النبي ﷺ بعد عام الحزن.
- في رحلة المعراج، عُرض على النبي ﷺ الخمر واللبن (في رواية البخاري ومسلم)، فاختار اللبن، فقيل له: "أصبت الفطرة".
- هذه الرحلة تضمنت تعليمات الصلاة، ورؤية الأنبياء، وتأكيدًا على الوحي والرسالة، وليست اختبارًا للخلود.
-
الرمزية: الاختبار هنا مرتبط بالهداية والفطرة، وليس بالخلود أو الخداع الإلهي.
الاختلافات الجوهرية بين القصتين:
النقطة | قصة أدابا السومرية | قصة الإسراء والمعراج للنبي ﷺ |
---|---|---|
الهدف | اختبار للخلود وخداع إلهي | معجزة وتثبيت للرسول ﷺ ووحي |
العرض | خبز الحياة وماء الحياة | خمر ولبن (رمز للفطرة والهداية) |
النتيجة | خسارة الخلود بسبب رفض الأكل | تأكيد الاختيار الصحيح (الفطرة) |
السياق الديني | أسطورة غير مرتبطة بالوحي | معجزة قرآنية مؤيدة بالنصوص الشرعية |
الدلالة | تعكس صراعًا بين الآلهة | تعبر عن وحدة الله وصدق رسالة النبي |
الرد على الشبهة:
- لا يوجد تشابه حقيقي: القصتان مختلفتان في التفاصيل والهدف والسياق. فقصة أدابا أسطورة تعكس ثقافة سومرية متعددة الآلهة، بينما الإسراء والمعراج معجزة إلهية في سياق التوحيد.
- اختلاف الرمزية: الخبز والماء في الأسطورة السومرية مرتبطان بالخلود، بينما الخمر واللبن في الإسلام رمزان للضلال والهداية.
- مصادر القصتين: القصة السومرية ليست وحياً بل أسطورة، بينما الإسراء والمعراج ثابتان بالقرآن والسنة الصحيحة.
- لا يوجد دليل على التأثر: التشابه السطحي لا يعني أن الإسلام استقى من الأساطير، خاصة أن القصة السومرية غير مذكورة في الجزيرة العربية وقت البعثة.
خاتمة:
هذه الشبهة تعتمد على مغالطة التشابه السطحي دون النظر إلى السياق والدلالة. فالقصتان مختلفتان تمامًا في المصدر والهدف والمعنى. والرد العلمي يكون ببيان هذه الفروقات بدقة، كما أوضحنا أعلاه.
للمزيد، يمكن الرجوع إلى:
- كتاب "أساطير الشرق الأوسط القديم" لـ صموئيل نوح كريمر (لتحليل القصة السومرية).
- تفسير الطبري وابن كثير لسورة الإسراء والنجم.
- صحيح البخاري (كتاب مناقب الأنصار، باب الإسراء بالنبي ﷺ).
Comments
Post a Comment