🔴 أولًا: شبهة قولهم "الله يسأل: ما القارعة؟"

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت في عرض الشبهة، وهي تنقسم إلى قسمين:


🔴 أولًا: شبهة قولهم "الله يسأل: ما القارعة؟"

ويقول الملحد:

"الآية تقول: (ما القارعة؟ وما أدراك ما القارعة؟) وكأن الله لا يعلم، أو يسأل سؤالًا عبثيًا."

الرد العلمي والبلاغي:

  1. السؤال هنا ليس طلبًا للعلم، بل هو ما يُسمّى سؤالًا للتفخيم والتهويل والتشويق.
    وهذا أسلوب بلاغي معروف جدًا في العربية يُستخدم للتنبيه على خطورة الشيء أو عظمته.

  2. القرآن الكريم يقول:

    • "ما القارعة؟"
      أي: أيُّ شيءٍ عظيمٍ هي؟!
    • "وما أدراك ما القارعة؟"
      أي: لن تستطيع تصور حقيقتها، ولا درايتك تكفي لوصفها، لأنها أمر عظيم ومفزع.
  3. هذا الأسلوب ورد في مواضع أخرى:

    • "الحاقة ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة"
    • "الطارق وما أدراك ما الطارق"
  4. أمثلة عربية مشابهة:

    • تقول العرب: "وما أدراك ما يوم القيامة؟" أي: تفخيم وتهويل، لا استفهام حقيقي.
    • هل إذا قلتَ لصديقك: "أتدري ما حدث البارحة؟!" فأنت تجهل؟! لا، بل تُثير فضوله وتشوقه للحديث.

📌 النتيجة:
الله لا يسأل لأنه لا يعلم، بل يُخاطب الإنسان بأسلوب بلاغي ليفهم عِظم الحدث القادم.


🔴 ثانيًا: ما معنى قول الله:

"وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ"؟

الشرح البياني والعلمي:

  1. العِهْن: هو الصوفُ الملوّن.
  2. المنفوش: المفتت أو المتناثر والمُبعثر، مثل الصوف إذا نُفِش باليد أو الهواء.

💡 المراد بالآية:

عند قيام الساعة، تصبح الجبال التي كانت راسخة كأنها صوفٌ هشٌّ متطاير، لا وزن لها ولا صلابة، بل تتفتت وتتناثر وتُنسف.

🧠 من الناحية العلمية والقرآنية:

  • القرآن عبّر عن تفكك بنية الجبال بأسلوب بصري يفهمه الإنسان في كل عصر.
  • آيات أخرى توضح نفس الفكرة:
    • "وإذا الجبال نسفت" (المرسلات:10)
    • "وتسير الجبال سيرًا" (الطور:10)
    • "وكانت الجبال كالعهن المنفوش" (القارعة:5)

💬 ابن عباس قال:

العهن: الصوف الملوّن، المنفوش: المنتثر، والجبال في يوم القيامة تُسحق حتى تكون كالعهن المتطاير.

📌 النتيجة: هذه صورة رمزية بليغة تدل على هَوْل يوم القيامة، وزوال كل مظاهر الثبات والقوة، حتى الجبال تتحول إلى شيء هشّ لا قيمة له.


خلاصة الرد على الشبهة:

الشبهة الرد
لماذا يقول: "ما القارعة؟" أليس هذا سؤالًا؟ ليس سؤالًا حقيقيًا، بل أسلوب بلاغي للتفخيم والتهويل والتشويق، يُستخدم في أرقى أساليب اللغة العربية.
ما معنى: "الجبال كالعهن المنفوش"؟ أي: الجبال تتفتت وتتطاير كالصوف الخفيف الملون، وهذا تعبير عن زوال أعظم شيء نعرفه في الدنيا، دلالة على هول يوم القيامة.


Comments

Popular posts from this blog

وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8)

لم يكن القرآن أكثر من تجميع لما يلي:1- الأساطير اليهودية و العربية

عقيدة التطهير اليهودية VS عذاب القبر والشفاعة في الإسلام