﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ [النور: 40]
موج من فوقه موج كان الناس جميعاً إلى ما قبل عام ( ۱۹۰۰ ) لا يعرفون إلا موجاً واحداً في البحار وهو ذلك الموج المشاهد على سطح البحر حتى جاء البحارة الاسكندنافيون، ليكشفوا حقيقة كانت غائبة وغير معروفة ، مخبوءة في أعماق البحار ، تلك الحقيقة هي أنه يوجد في أعماق البحار نوع آخر من الأمواج وأنها تقذف بالغائصين فيه كما يقذف الأمواج السطحية بالسباحين. وقد تمكن الباحثون حديثاً من تصوير الموج الداخلي بالأقمار الاصطناعية ومما عرف في العالم الحديث أن الأمواج تحجب أشعة الشمس من النفاذ إلى أعماق الماء ، حيث تنكسر هذه الأشعة وترتد ، فأمواج البحر السطحية تحجب قدرا كبيرا من أشعة الشمس الساقطة عليها وتقوم الأمواج الداخلية بحجب ورد ما تبقى من هذه الأشعة فتنشاء عن ذلك ظلمة شديدة ، إن هذه الكشوفات العلمية الحديثة قد أعلن عنها القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً، وعلمها رسول الله الله قبل حدوث هذه الاكتشافات ، فقال سبحانه : أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيَ يَغْشَهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَتُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْبَرَ بَهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُورٍ ﴾ (النور) 0.5 20 2.5
أولاً
نلاحظ أن الآية منتزعة سياقها التالي:
الأسماك في أعماق البحار
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (39) ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورِ (40)
فاآليات تشبّه »قلب الكافر الجاهل البسيط املقلد الذي ال يدري أين يذهب« كما بمن هو وسط البحر يف ليلة عاصفة، تتقاذفه األمواج يف ظلمة قال ابن كثري الليل وظلمة املوج وظلمة السحاب، فهي ظلمات بعضها فوق بعض حتى لو أخرج يده لم يكد يراها من شدة العاصفة .. وليس لها أي عالقة باألمواج العميقة. ودعوى اإلعجاز هنا مبالغة واضحة وتحوير لآلية وتحميلها أكثر مما تحتمل. ثم أن السحاب ليس قريباً من املوج لدرجة إضافته له ومقارنته ثانياًباألمواج من ناحية سرت أشعة الشمس! من ناحية لغوية، البحر اللجي، ال يعني البحر العميق كما يقول املؤلف. واللجة ليست هي العمق يف اللغة العربية. ففي القاموس املحيط: اللجة هي األصوات. لجّة...ومنه قوله تعاىل﴿يف بحر لجّي﴾. وبحر لجاج ]أي[ واسع اللجّة.. والتجّويف )البارع يف اللغة( هو الصوت املختلط من الجمع ال تفهمه. يقال سمعت البحر إذا اختلطت أمواجه. ويف الحديث: من ركب البحر إذا التجّ فقد برئت منه
الذمّة. ويف معجم العني: لجة البحر حيث ال ترى أرض وال جبل. ولجج القوم: دخلو
يف لجة. وبحر لجي أي واسع اللجة. والتجّ الظالم: أختلط، واألصوات اختلطت
وارتفعت. ويف لسان العرب: وألجّ القوم ولججوا أي ركبوا اللجة. والتج املوج أي عظم. ولجج القوم إذا وقعوا يف اللجة. قال الله تعاىل﴿يف بحر لجّي﴾. وقال بعضهم
اللجة هي الجماعة الكثرية كلجة البحر. فمعنى اللجة يف هذه املعاجم يؤكد التفسري الذي عرضناه وأقره جميع املفرسين، وهو أن اآلية تشبّه حال الكافر بحال من هو وسط عاصفة، وال تصف حقيقة ثالثاًعلمية حديثة. يوجد يف األساطري اليونانية ذكر لألمواج العميقة أو *Benthesikyme وهو اسم إحدى بناتPoseidon إله البحر، وهو نفس اسم الظاهرة املكتشفة حديثاًDeep Waves فلو كان يف األمر إعجاز علمي ملجرد تشابه األلفاظ، لكان اليونان أوىل به!
🔴
ثم يقول
الرياح وتلقيح السحاب [1]
128
نقد الإعجاز العلمي: أزمة الدين والعلم | 74
عرف علماء الأرصاد أن الرياح تثير السحب المتكونة من بخار الماء المتصاعد من البحار، وعرفوا أن الرياح تحمل معها أجزاء صغيرة من ذرات التراب والغبار، فتلقح بهذا الغبار السحب المتكونة من بخار الماء حيث يتجمع بخار الماء حول هذه الجزيئات الدقيقة التي ألقيت فيه ، فتتكون أغلفة مائية تنمو وتنمو، مكونة قطرات ثقيلة وقد توصل العلماء إلى هذه الحقائق العلمية في زمن متأخر ولكن القرآن الكريم قد سبق هذا الكشف العلمي بأربعة عشر قرنا فقد ذكر القرآن الكريم استثارة السحب بواسطة الرياح في قوله تعالى : (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلْهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ، فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾ [ الروم : ٤٨) كما ذكر تلقيح الرياح البخار الماء الذي يؤدي إلى تكون السحب الثقال ونزول المطر في قوله تعالى : ﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَ كُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ [الحجر) وذكر القرآن الكريم - أيضاً - أن الرياح تستثير السحب وتحملها إلى أعلى، قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَى رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَا لَا سُقْنَهُ لِبَلَدِ مَيْتٍ)
أولاً
لم تذكر الآية (ذرات التراب والغبار الدقيقة لا من قريب ولا من بعيد، إنما أقحمها أهل الإعجاز على الآية، متجاهلين شبه إجماع للمفسرين على أن الرياحتلقح السحاب» 21)، وحتى من خالف هذا الرأي قال هو تلقيح للشجر والسحاب
باملياة« ولم يقل أحد أنه تلقيح بذرات الرتاب أو الغبار. فاآليات جميعها تتحدث عن ظاهرة تأثري الرياح يف السحاب التي ينزل منها املطر كما يشاهدها ثانياًالبرش منذ قديم الزمن. يف إشارة لقدرة الله تعاىل املتجلية يف الطبيعة فحسب. كانت العرب يف قديمها قبل اإلسالم تعتقد يف الرياح اللواقح، فيقولون »للجنوب القح وحامل، وللشمال حائل وعقيم« . ويف الشعر الجاهيل نجد عبيد بن
سحاب ذات أسحَمَ مُكفَهِرّ توحي األرض قطراً ذا افتحاصِ لواقح دُلَّحٍ باملاء سُحــمٍ تَثُجُّ املاء من خَلَلِ الخَصاصِاألبرص يقول: ويذكر املرزوقي أن »العرب تجعل الرّياح لقاحا للرّياح ألنها تنىشء السّحاب لِالَقِحٍ مِنْها وحَائِلْوتقلّبه وترصفه وتحلّه. قال الطّرماح وذكر بردا استظلّ به: قَلِقٌ ألَفْنَانِ الرِّيَاحِ فالالقح: الجنوب ألنّها تلقح السّحاب، والحائل: الشّمال ألنّها ال تنىشء سحابا« وكان »أهل النخيل من العرب يعرفون التلقيح إذ كانوا ينقلون بأيديهم اللقاح من طلع ذكور النخل إىل إناثها، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أن
الرياح تفعل ذلك، ولم يفهم املفرسون هذا من اآلية بل حملوها عىل املجاز.«
ويقول الرازي يف تفسريه: »يقال: نكح املطر األرض إذا وصل إليها.« »أما اليونان فقد كانوا يعتقدون يف قدرة الرياح وبالتحديد )الرياح الغربية( عىل تلقيح الشجر والحيوان وحتى املرأة، وانعكس هذا االعتقاد يف أساطريهم وأعمال شعرائهم وفالسفتهم وكتّابهم. ثم ورث الرومان نفس املعتقدات عن قدرة الرياح التلقيحية حيث حفلت أساطريهم وأشعارهم وآدابهم بنفس االعتقاد، وعند الفراعنة نجد يف أسطورة ايزيس وأزوريس، أن ايزيس قد حبلت وعند السومريني يف بابنها حورس بفعل ريح حملت إليها اللقاح الذكري.« األسطورة والدة القمر )سني( إذ تحكي تلقيح الهواء )انليل( والذي يتمثل كذكر فاالعتقاد يف قدرة الرياح عىل التلقيح كان شائعاً يف العديد من ثقافات الشعوب القديمة، وقد »كانت النرصانية عامالًلألنثى )ننيليل(، فتلد اإلله )سني(. مهماً بالطبع يف إدخال اآلراء اإلغريقية والرسيانية إىل نصارى العرب« وهو سبب فهم املفرسين لآليات بهذا الشكل. 1 تفسري الرازي=مفاتيح الغيب أو التفسري، 408 /6 2 مقال: يف دحض علمية القرآن....الحلقة الثالثة، احمد القاي
----------------------------------_--
إجابة باذن الله تعالى
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ [النور: 40]
هل الآية تصف ظاهرة علمية أم مجرد تشبيه؟
الآية فيها تشبيه لحال الكافر، لكنها استخدمت صورة واقعية دقيقة جدًا في وصف هذا التشبيه. الله سبحانه شبّه الضلال والجهل والبعد عن النور بحالة شخص في أعماق البحر (بحر لجي)، وذكر خصائص دقيقة جدًا في هذا المكان:
ظلمات بعضها فوق بعض
موج من فوقه موج
من فوقه سحاب
إذا أخرج يده لم يكد يراها
هذا الوصف ليس مجازيًا صرفًا، بل هو مستمد من واقع موجود في الطبيعة، ولذلك يمكن أن يحمل وجه إعجاز علمي، كما في قوله تعالى مثلًا:
﴿والجبال أوتادًا﴾ – فيه تشبيه، لكنه يعتمد على حقيقة علمية في تركيب الجبال.
الرد على شبهة "أن الموج من فوق الموج غير دقيق، والسحاب لا علاقة له بالموج"
هذا غير صحيح. العلم الحديث اليوم أثبت ما يلي:
1. في البحار العميقة توجد أمواج داخلية (internal waves) بين طبقات الماء المختلفة الكثافة.
هذه الأمواج لا تُرى بالعين المجردة لكنها تتحرك تمامًا مثل أمواج السطح.
2. وفوقها أمواج سطحية، وهي التي نراها.
3. وفوق الموج السطحي يوجد السحاب، الذي يحجب الضوء.
القران الكريم قال: "موج من فوقه موج من فوقه سحاب"
وهذا ترتيب دقيق جدًا ومتطابق مع الاكتشافات العلمية الحديثة:
موج داخلي (عميق)
موج سطحي
سحاب
كل طبقة تساهم في توليد الظلمة، حتى إذا أخرج الإنسان يده لا يكاد يراها.
ثالثًا: شبهة "كلمة لُجّي لا تعني العمق"
هذه مغالطة لغوية، والرد كالتالي:
في لسان العرب وغيره من المعاجم، "اللُّجّة" تأتي بمعنى:
الماء الكثير
وسط البحر
المكان الذي لا يُرى فيه لا ساحل ولا جبل
"البحر اللُّجّي" أي البحر العميق المتلاطم.
وأشهر من فسرها بهذا هم المفسرون الكبار مثل:
ابن كثير: "في بحر لجي: أي عميق كثير الماء..."
الطبري: "يعني البحر العميق الذي لا يدرك قعره..."
إذن اللغة تدعم أن المقصود بحر عميق متلاطم، وليس فقط صوت الأمواج كما زعم المعترض.
رابعًا: شبهة وجود أمواج عميقة في الأساطير اليونانية
حتى لو ذُكرت كلمة “Benthesikyme” في الأساطير اليونانية، فهذا لا ينفي الإعجاز:
1. الأساطير تتحدث بشكل خيالي غامض غير دقيق.
2. القرآن وصف ظاهرة بدقة علمية لم تُعرف إلا في القرن العشرين.
3. التشابه اللفظي لا يعني التطابق العلمي، فقولهم "إلهة الأعماق" لا يشير إلى وجود موج عميق بطبقات الضوء والظلمة.
4. والقرآن لم ينقل هذه الأساطير، بل جاء بها ضمن تشبيه عقائدي عميق ومع ذلك يحمل دقة علمية مذهلة.
🔴
اية (موج من فوقه موج)
الآية:
﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ﴾ [النور:40]
الشبهة المطروحة:
الكاتب يقول إن الآية مجرد تشبيه لحال الكافر، وما فيها إعجاز علمي، وإن "اللجّي" لا يعني البحر العميق بل الصوت أو الاختلاط، وأن السحاب لا يُقارن بالموج.
الرد العلمي واللغوي:
1. نعم، الآية فيها تشبيه، لكنها تصف واقعًا علميًا بدقة مذهلة.
التشبيه لا يمنع أن الصورة المشبّه بها تكون واقعية دقيقة. الله سبحانه يشبّه حال الكافر بواقع موجود في البحار، وهذه من بلاغة القرآن.
2. "بحر لُجّي" = بحر عميق:
كل المفسرين القدامى (ابن كثير، الطبري، القرطبي...) فسروا البحر اللجي بأنه البحر العميق الذي لا يُدرك قعره. واللغة تؤيد ذلك، حيث أن "اللجّة" تُطلق على المكان العميق وسط البحر، وليس فقط على "الصوت".
3. "موج من فوقه موج" = موج داخلي وموج سطحي:
العلم الحديث اكتشف أن هناك نوعين من الأمواج:
الموج السطحي: اللي نراه فوق.
الموج الداخلي: داخل أعماق المحيطات بين طبقات الماء المختلفة الكثافة.
وهذا لم يكن معروفًا أبدًا قبل القرن العشرين، بل تم إثباته عن طريق التصوير والرصد بالأقمار الصناعية.
4. ظلمات بعضها فوق بعض:
العمق + الموج الداخلي + الموج السطحي + السحاب = ظلمات متراكبة.
كل طبقة من هذه تحجب الضوء بدرجة معينة، حتى تصل الظلمة إلى مرحلة لا يُرى فيها اليد. وهذا ما تؤكده الأبحاث الحديثة.
إذن: القرآن وصف بدقة مذهلة واقعًا لم يكن ممكنًا مشاهدته أو معرفته وقت نزول الآية، وهذا من الإعجاز.
ثانيًا: آيات الرياح وتلقيح السحب
﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ [الحجر:22]
﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾ [الروم:48]
الشبهة المطروحة:
الكاتب يقول إن تلقيح الرياح للسحب تفسير دخله المفسرون تحت تأثير الأساطير والاعتقادات القديمة، وأنه لا دليل في الآيات على الغبار أو ذرات التراب، وأن المفسرين لم يفهموا المعنى العلمي.
الرد العلمي واللغوي:
1. "لواقح" لها أكثر من معنى في اللغة العربية، وكلها تنطبق:
تلقح النبات والشجر.
وتلقح السحب، كما تقول العرب: "رياح لواقح" أي: تلقّح السحاب بالمطر.
القران الكريم استخدم كلمة عامة تشمل المعنيين.
2. العلم الحديث أثبت أن:
الرياح تحمل معها ذرات غبار دقيقة.
هذه الذرات تعمل كنواة تكاثف يتجمع عليها بخار الماء لتشكيل قطرات المطر.
هذه هي الآلية الدقيقة لتكوّن السحب الممطرة، ولم تُعرف إلا في القرن العشرين.
3. القرآن قال:
الرياح "لواقح".
الرياح "تُثير السحاب".
المطر "يخرج من خلاله".
هذا وصف دقيق جدًا لعملية تكوين المطر، حتى لو لم يذكر "ذرات الغبار" نصًا، فقد وصف العملية كما تحدث.
4. الشبهة بأن هذا مأخوذ من معتقدات قديمة مثل اليونان أو الفراعنة:
هذه مغالطة، لأن القرآن لم يقتبس خرافاتهم، بل أعطى وصفًا دقيقًا وموافقًا للعلم، بعكس الخرافات التي كانت تقول مثلاً إن الرياح تحمل لقاح الذكر إلى الأنثى بالمعنى الحرفي أو أن الريح تحبل النساء!
بل حتى التلقيح الزراعي في النخيل كان معروفًا للناس، لكن القرآن استخدم لفظًا أوسع يشمل كل التلقيحات.
🔴الفرق بين الأساطير اليونانية والقرآن الكريم في تلقيح الرياح والسحاب
1. مصدر المعرفة:
الأساطير اليونانية: تعتمد على الخيال، والمجازات الشعرية، واعتقادات دينية وثنية، تُصور الطبيعة ككائنات حية ذات نوايا (مثل الآلهة، والرياح الذكورية والأنثوية...).
القرآن الكريم: كلام الله تعالى، يتحدث عن الظواهر الكونية بدقة علمية وبتعبير لغوي فصيح دون خرافة، ويقدّمها كآيات على قدرة الله.
2. التصور العام للظاهرة:
الأساطير اليونانية:
كانت الرياح عندهم آلهة (مثل إله الرياح الغربية Zephyrus).
كان يُعتقد أن الرياح تحمل اللقاح الذكري وتخصب الشجر أو النساء!
مثال: في أسطورة "إيزيس وأوزوريس" عند المصريين، الريح حملت إلى إيزيس بذور أوزوريس فتحبلت.
القرآن الكريم:
يصف الرياح بأنها وسيلة مخلوقة تؤدي وظيفة من سنن الله:
﴿وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾: أي تُلقح السحاب أو الشجر، بلا خرافات.
﴿اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾: أي تحرك السحب وتؤثر في تشكيلها.
3. الجانب العلمي:
الأساطير اليونانية:
لا تحتوي أي وصف علمي حقيقي.
تقوم على رمزية وتصورات خرافية (مثل تلقيح النساء بالرياح، أو آلهة تحمل المطر على أكتافها...).
القرآن الكريم:
يصف عملية طبيعية تتحقق فعليًا في الغلاف الجوي:
الرياح تحمل ذرات غبار تساعد على تكاثف بخار الماء.
تُثير السحاب، وتؤدي إلى تكوين المطر.
الآية ﴿يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾ تصف المطر الخارج من قلب السحاب، بدقة علمية.
4. طريقة التعبير:
الأساطير:
أسلوبها عاطفي، رمزي، شعري، وغالبًا غير منطقي.
تستعمل صورًا خيالية وكائنات غير موجودة.
القرآن الكريم:
أسلوبه رباني هادئ، لغوي دقيق، خالٍ من الخرافة.
يربط بين الظاهرة الكونية والإيمان:
﴿كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ﴾، ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
الهدف من النص:
الأساطير:
إشباع الخيال والفضول الأسطوري، وتفسير الطبيعة بما يناسب العقائد الوثنية.
القرآن:
دعوة للتفكر والتوحيد، واستخدام الظواهر الطبيعية كأدلة على قدرة الله:
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
Comments
Post a Comment